داء المُقَوَّسَات (toxoplasmose) والحمل

 

دكتور علي عبارة

إختصاصي في النسائية والتوليد ـ  فرنسا * باريس

 

٦ـ الخطة التدبيرية لداء المقوسات أثناء الحمل

 

التدبير العلاجي يتعلق بسن الحمل الذي ظهر فيه الإنتان وبنتائج الإستقصاءات المخبربة المجرات علی السائل الأمنيوسي وبمعطيات المراقبة التصويرية الصدوية التي يجب أن تَكرر كل أسبوعين إعتباراً من اللحظة التي وُضِعَ فيها تشخيص العدوی الوالدية وحتی نهاية الحمل.

التدبير يتلخص كما يلي :

 

٦ـ١ـ  الإنتان الوالدي بدأ في الفترة ماحول الإلقاح) الأشهر الثلاثة ماقبل الحمل حتی الأسبوع السادس بعد الحمل) 

في هذه الحالة إحتمال العدوی الجنينية ضعيفٌ جداً )١٪ (  ولكن إذا ما إنتقلت العدوی للمضغة فإن العقابيل خطيرة ولذلك فالتدبير يقوم علی :

            . وضع الحامل تحت المعالجة بالسبيراميسين )٣ مليون وحدة ثلاث مراتٍ في اليوم عن طريق الفم( حتی نهاية الحمل( ؛

            . المراقبة التصويرية الصدوية المنتظمة كل أسبوعين، عادةً في كل الحالات التي حدثت فيها عدوی جنينية العلامات الصدوية تظهر في الأسابيع العشرين الأولی من الحمل ووجودها هو إستطبابٌ لإنهاء الحمل بالإسقاط العلاجي.

            . لا حاجة لإجراء البزل الأمنيوسي والبحث عن الطفيلي في هذه الحالات لأنه كما رأينا العدوی المضغية الجنينية نادرة ويمكن تشخيصها بالتصوير الصدوي إذا ما كانت موجودة.

 

٦ـ٢ـ الإنتان الوالدي حدث بعد الأسبوع السادس من بداية الحمل ::

المراقبة التصويرية الصدوية الدورية كل أسبوعين وظهور علاماتٍ صدوية لإصابة دماغية أو حشوية يجعل اللجوء لإنهاء الحمل بالإسقاط العلاجي مستطباً.

طالما أن الفحص الصدوي طبيعيٌ يمكن متابعة الحمل تحت الخطة الطبية التالية :

وضع الحامل تحت المعالجة بالسبيراميسين  )٣ مليون وحدة ثلاث مراتٍ في اليوم عن طريق الفم (  فور وضع تشخيص الإصابة الوالدية وذلك كمعالجةً وقائيةٍ لأننا رأينا سابقاً أن السبيراميسين يمكنه أن يقي الجنين من العدوی الإنتانية بخفضه إحتمال هذه العدوی بمعدل في ٥٠ إلی ٦٠ ٪ عما هي عليه في الحالة الطبيعية ؛

 

عندما يبلغ سن الحمل الـ ١٨ أسبوعاً من إنقطاع الطمث )أو ١٦ أسبوعاً من الحمل(  يتم إجراء بزل السائل الأمنيوسي بغاية البحث عن الطفيلي في هذا السائل ولكن يجب الإنتباه إلی أن هذا الإستقصاء يجب ألا يجری إلا بعد مضي أربعة أسابيع علی بدء الإصابة الوالدية ولذلك يجب مراعاة هذا الأمر في إختيار الوقت المناسب لإجراء البزل الأمنيوسي.

يتم دوماً البحث عن طفيلي داء المقوسات في السائل الأمنيوسي بالطريقتين التاليتين معاً وهما :

١ ـ طريقطة الـ (PCR) ؛

٢ ـ طريقطة تطعيم الفأرة بالسائل الأمنيوسي.

 

بطريقة الـ (PCR) يمكن الحصول علی النتيجة بعد ٢٤ إلی ٤٨  ساعة ويكفي وجود طفيليٍ واحد في العينة للحصول علی نتيجةٍ إيجابية ؛ بطريقة  تطعيم الفأرة بالسائل الأمنيوسي يجب إنتظار مدة ستة أسابيع إلا أنه يفضل دوماً القيام بهذا الإستقصاء لإنقاص إحتمال النتائج السلبية الكاذبة لحدها الأقصی.

إيجابية الكشف عن الطفيلي تعني إصابة الجنين بداء المقوسات وطالما أن الفحص الصدوي الجنيني طبيعيٌ  يجب ترك الحمل في تطوره الطبيعي و البدء فوراً بمعالجة الجنين وذلك بغاية إيقاف تطور وإنتشار الإنتان عنده أما الأذيات الحاصلة سابقاً فلا علاج لها.

المعالجة تقوم علی إعطاء الحامل الدورة العلاجية التالية

- البيريميتامين : )٥٠( ملغ في اليوم عن طريق الفم ؛

ـ السلفاديازين : )٣( غ في اليوم عن طريق الفم ؛

ـ حمض الفولينيك : )١٥( ملغ في اليوم أو )٥٠( ملغ كل أسبوع.

 

تؤخذ هذه المعالجة لمدة أربعة أسابيع يجری خلالها مراقبة دورية أسبوعية للصيغة الدموية.

يتم تكرار هذه المعالجة بشكلٍ دوريٍ وذلك  حتی نهاية الحمل، الفاصلة الزمنية بين كل دورةٍ علاجية ولاحقتها هي أسبوعين تأخذ خلالها الحامل السبيراميسين )٣ مليون وحدة ثلاث مراتٍ في اليوم عن طريق الفم(.

 

إذا كان الـ (PCR)  ثم  تطعيم الفأرة بالسائل الأمنيوسي سالبين يجب متابعة المعالجة بالسبيراميسين )٣ مليون وحدة ثلاث مراتٍ في اليوم عن طريق الفم ( حتی نهاية الحمل وذلك لوقاية الجنين من إصابةٍ قد تحصل بشكلٍ متأخرٍ بعد الإستقصاءات السابقة ذاك أن المقوسة القندية يمكنها أن تستعمر المشيمة ولا يوجد ما يمنعها من الإنتقال للوسط الجنيني.  يجب أيضاً متابعة المراقبة الدورية الجنينية التصويرية الصدوية بمعدل فحصٍ كل أسبوعين حتی نهاية الحمل أيضاً .

 

مما سبق نستنتج أن الإستطباب الوحيد للإسقاط العلاجي هو الكشف بالإستقصاء التصويري الصدوي عن علاماتٍ تدل علی وجود إصابةٍ عصبيةٍ أو جهازيةٍ مقوسية قندية والدراسات المختلفة تبين أن هذه الحالات تمثل ٣ إلی ٥٪ من مجموع الإنتانات الجنينية المقوسية القندية.

 

 الكشف عن الطفيلي في المشيمة بعد الولادة )بطريقة تطعيم الفأرة(  عند الحوامل اللواتي تعرضن لداء المقوسات أثناء الحمل يمكنه أن يعطي فكرةً عن فعالية هذه المعالجات علی المشيمة ومن ثم دورها الوقائي والعلاجي علی الجنين ؛ إن نتائج هذا الكشف هي :

إيجابيةٌ في ٩٠٪ من الحالات عند الحوامل اللواتي لم يأخذن أي معالجة أثناء الحمل ؛

إيجابيةٌ في ٧٣٪ من الحالات عند الحوامل اللواتي تلقين السبيراميسين ؛

إيجابيةٌ في ٤٢٪ من الحالات عند الحوامل اللواتي تلقين المشاركة الدوائية : بيريمتامين + سلفاديازين