أشعلتَ في قلبي حنيناً يهدرُ |
حلو الضياءِ في الدجى يا زائرُ |
|
حُبُّ الأحبةِ في فؤادي يغزرُ |
عن حالتي في الغربةِ مَنْ يسألُ |
|
هلْ في الحمى ما زالَ أسمي يُذْكَرُ |
يا بدرُ في عتم الليالي مُشْرِقُ |
|
قلبي بحبِّ الوالدين يزْخَرُ |
حيِّ ربوعَ الحي حينَ تنزلُ |
|
حوريةً باليُمْنِ قلبي تغْمُرُ |
فتحتُ عيني مذْ خُلِقْتُ أرصدُ |
|
صليتُ كي تبقى بقربي تخْفُرُ |
لمَّا انحنت فوقي جبيني تلثمُ |
|
في صوتها لحنٌ حواسي يأسرُ |
مِنْ صدرِها دفءُ الحنان ينبعُ |
|
مِنْ خوفي, كالبرقِ إليَّ تحضرُ |
كَمْ منْ ليالً كنتُ فيها أصرخُ |
|
كالميلِ ما بينَ الجفونِ تعْبُرُ |
كمْ داعبتْ شَعْرِي بأطرافِ اليدِ |
|
مهما فَعْلتُ بالدلالِ أشْعُرُ |
بالبسمةِ دوماً نهاري يبدأُ |
|
مَنْ مثلكِ رغمَ شقائي يصبرُ |
مسْرورةٌ والرملُ مني يهطلُ |
|
حتى متى هذا ا لغوى يا أسمرُ |
بين الجميعِ قلتِ لي يا قيصرُ |
|
مَنْ غيركِ يُعطي ولا يستكثِر |
توحي إليَّ بالوماءِ أفرحُ |
|
والثغرُ كالفجرِ جميلٌ نَيِّرُ |
ُالفرحةُ فوقَ الجبينِ ترقصُ |
|
أستلقي في أحضانك لا أُدبِرُ |
أعدو إليكِ كالغزالِ أمرحُ |
|
حين أراكِ الجوعُ قلبي يَعْصُرُ |
مازلتُ يا أُمي رضيعاً يحلمُ |
|
إلا على لحنِ الحنانِ ينثُرُ |
ما كانَ جسمي للكرى يستسلمُ |
|
بلْ حضنكِ تحت الدوالي أسمرُ |
ما طابَ لي فرشُ القصورِ الفاخِرُ |
|
حتى ولو من غفلتي لا أشكرُ |
عنْ نفسكِ ما طابَ لي قد يحرمُ |
|
أبقى صغيراً عندكِ لا أكبَرُ |
في دوحةِ الأيامِ جسمي يهرمُ |
|
ما صادَفَتْ عيني سواكِ يُبْهِرُ |
حلقتُ في شِعْري النجومَ أرسمُ |
|
فيكِ النقاءُ الطاهرُ لا يسترُ |
يا أمي يا قيثارةً لا تصمتُ |
|
فوق البياض أحلى حلمٍ تحفرُ |
من سودِ عينيكِ حروفي تشربُ |
|
إني إلى كسبِ رضاكِ أُبْحِرُ |
يا أمي يا نبعُ الحنانِ الطافحِ |
|
في الغدِّ قد يشقى الفتى أو يفجُرُ |
أنتِ التي إن طالكِ ما يُفْسِدُ |
|
لو أدركَ من نفسه قد ينْفُرُ |
لا يدْرِكُ معنى الأمومة جاحدُ |
|
هذا العطاءُ الرائعُ أو ينكر |
مَنْ ذا الذي في سرهِ لا يُدْرِكُ |
|
هذا الرضى رغم الأذى لا يفترُ |
إني على وصفِ أناكِ عاجزُ |
|
أبكي على الماضي ومنه أسخرُ |
قلبي على إبني ولا أستغربُ |
|
دعني أُريحُ النفسَ مما تطمرُ |
يا دمع عيني بالندى لا تبخلُ |
|
حسبي بأن الأم دوماً تغفرُ |
واليوم يبكيني جفائي البائدُ |
|
لكنني رغم الأسى لم أظفرُ |
سافرتُ عن معنى الوفاء أبحثُ |
|
إذهبْ إلى مَنْ بالعطاءِ تذخرُ |
قالَ الحكيمُ نفسكَ لا تُتْعِبُ |
|
تطوي الدجى حول سريري تسهرُ |
أمي التي لو طالني ما يقلقُ |
|
إني إلى كسبِ رضاكِ أبحرُ |
يا أمي يا نبعَ الحنان الطافحِ |
|
منْ أجلكِ في كل يومً أُشْعِرُ |
في مهجتي حبي لكِ مستوطنُ |
|
من وحيهِ دربَ الخلاصِ أُبصِرُ |
في الذاكرة طيفٌ لكِ لا يبرحُ |
|
جوُّ الأمانِ في فؤادي ينشرُ |
حين يطوفُ فوق رأسي طيفكِ |
|
في واحة الحبِ الهدى أنهرُ |
كان نجاحي من مداد صبركِ |
|
علمتني كيف الكبار تكبرُ |
كنتِ الثريا حين ليلي يُطبقُ |
|
إني رهين الماضي مهما أكبرُ |
مهما أتِّيتُ من قوى لا أقدرُ |
|
حتى غدى في سيرتي المصدرُ |
أحببتُ ما في الماضي عنك يصدر |
|
في وجهكِ مهما جرى لا أنهرُ |
مهما حصدتُ من أذى لا أضجرُ |
|
تلكَ الشهورُ مِنْ وحامٍ يضْمرُ |
أ ماهُ يا أُماه مَنْ لا يعرفُ |
|
مشغوفة تعنى بهِ ما تقدرُ |
الحملُ في أعبائه كم يُبْرِحُ |
|
الحب للمولودِ جماً تضمِرُ |
في غمرةِ الطلق الذي لا يرحمٍ |
|
اللؤلؤ من شاطئيها يطفُرُ |
حتى إذا جنَّ الأذى لا تظهرُ |
|
يسقي وروداً فيها يزهو الأحمرُ |
ينهالُ فوق العاجِ لا يستعجلُ |
|
إن قلتُ أمي بالقوافي يُزْهِرُ |
وردُ الربيعِ مثل شعري ناطرُ |
|
فيه غدى بين الفصولِ الساحرُ |
في عيدكِ فجرُ الربيعِ يفخرُ |
|
إني على ردِّ الجميلِ قاصِرُ |
يا رحمةُ الرحمن كم أستغفرُ |
|
منكِ الدعاءُ يستجيبُ القادِرُ |
يا أشرفُ منْ في الوجودِ يُذْكَرُ |
|
ٌعقلي بقلبِ الأمِ جداً حائرٌ |
يا ربُ زدني من لدنكَ الخبرةَ |
|
حباً و إيثاراُ بهم تستأثِرُ |
سبحانكَ ا لله لها كم تمنحُ؟ |
|
|
|
|