الأطلال
|
غناء أُم كلثوم - تأليف إبراهيم ناجي
|
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
|
يا فؤادي لا تسل أين الهوى
|
وارو عني طالما الدمع روى
|
إسقني واشرب على أطلالهِ
|
وحديثاً من أحاديث الجوى
|
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
|
+++
|
بفمٍ عذب المناداة رقيق
|
لست أنساك وقد أغريتني
|
من خلال الموج مُدَّت لغريق
|
ويدٍ تمتدُّ نحوي كَيَدٍ
|
أين في عينيك ذيَّاك البريق
|
وبريقٍ يظمأُ الساري له
|
+++
|
طائرُ الشوق أُغني ألمي
|
يا حبيباً زرتُ يوماً أيكهُ
|
وتجنِّي القادرِ المُحتكم
|
لك إبطاءُ المُدِلِّ المُنعم
|
والتَّواني جمراتٌ في دمي
|
وحنيني لك يكوي أضلُعي
|
+++
|
إنني أعطيتُ ما استبقيتُ شيئا
|
أعْطني حُرِّيتي أطلق يديَّا
|
لِمَ أُبقيه وما أبقى عليَّا
|
آه من قيدِكَ أَدمى مِعصَمي
|
وإلامَ الأسرُ والدنيا لديَّا
|
ما احتفاظي بعهودٍ لم تصُنْها
|
|
|
+++
|
فيه عزٌ وجلالٌ وحياء
|
أين من عيني حبيبٌ ساحر
|
ظالمُ الحُسنِ شهيُّ الكبرياء
|
واثق الخطوةِ يمشي مَلكاً
|
ساهمُ الطَرْفِ كأحلامِ المساء
|
عَبِقُ السحرِ كأنفاسِ الرُّبى
|
+++
|
فِتنة تمَّتْ سناءً وسنى
|
أين مني مجلسٌ أنتَ به
|
وفراشٌ خائرٌ مِنك دَنا
|
وأنا حُبٌ وقلبٌ هائمٌ
|
ونديمٌ قدَّم الكأس لنا
|
ومن الشوقِ رسولٌ بيننا
|
+++
|
كمْ بنينا مِن خيالٍ حَوْلنا
|
هل رأى الحب سُكارى مِثلَنا
|
تَثِبُ الفرحةُ فيه قَبْلنا
|
ومشينا في طريقٍ مُقمرٍ
|
وغدونا فَسَبقنا ظلَّنا
|
وضَحكنا ضَحكَ طفلين معأً
|
+++
|
وأَفقْنا ليتَ أنَّا لا نفيق
|
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق
|
وتولىَّ الليلُ والليلُ صديق
|
يقظةٌ طاحت بأحلامِ الكرى
|
وإذا الفجرُ مُطلٌ كالحريق
|
وإذا النورُ نذيرٌ طالعٌ
|
وإذا الأحباب كلٌ في طريق
|
وإذا الدنيا كما نعرفها
|
+++
|
تَذْكُرُ العهدَ وتصحو
|
أيها الساهرُ تَغْفو
|
جدَّ بالتَذكارِ جُرحُ
|
وإذا ما التأم جُرحٌ
|
وتعلَّم كيف تمحو
|
فتعلَّم كيف تنسى
|
+++
|
ما بأيدينا خُلقنا تَعساء
|
يا حبيبي كلُّ شيءِ بقضاء
|
ذات يومٍ بعد ما عزَّ اللقاء
|
رُبما تجمعُنا أقدارُنا
|
وتلاقينا لقاءَ الغُرَباء
|
فإذا أنكر خِلٌّ خِلَّهُ
|
لا تَقُلْ شئنا فإن الحظَّ شاء
|
ومضى كُلٌّ إلى غايَتِهِ
|
+++
|