رباعيات الخيام
|
غناء أُم كلثوم - شعر أحمد
رامي
+++
|
نادى من الغيب غفاة البشر
|
سمعت صوتاً هاتفاً في السحر
|
تملأ كأس العمر كف القدر
|
هبوا املأوا كأس المنى قبل أن
|
+++
|
ولا بآتي العيش قبل الأوان
|
لا تشغل البال بماضي الزمان
|
فليس في طبع الليالي الأمان
|
واغنم من الحاضر لذاته
|
+++
|
وكمْ يَخيبُ الظَنُ في المُقْبِلِ
|
غَدٌ بِظَهْرِ الغيب واليومُ لي
|
جَمال دُنيايَ ولا أجتلي
|
ولَسْتُ بالغافل حتى أرى
|
+++
|
والصَدرُ قد ضاقَ بما لا يُقال
|
القلبُ قد أضْناه عِشْق الجَمال
|
والماءُ يَنْسابُ أمامي الزُلال
|
يا ربِ هل يُرْضيكَ هذا الظَمأ
|
+++
|
وفي ضِرامِ الحُبِّ أنْ يُحرَقا
|
أولى بهذا القلبِ أن يَخْفِقا
|
من غير أن أهْوى وأن أعْشَقا
|
ما أضْيَعَ اليومَ الذي مَرَّ بي
|
+++
|
نادى دَعِ النومَ وناغِ الوَتَر
|
أفِقْ خَفيفَ الظِلِ هذا السَحَر
|
قَصَرَ في الأعمارَ طولُ السَهَر
|
فما أطالَ النومُ عُمرأً ولا
|
+++
|
وطال بالأنجم هذا
المدار
|
فكم تَوالى الليل بعد النهار
|
من أعْيُنٍ ساحِرَةِ الاِحْوِرار
|
فامْشِ الهُوَيْنا إنَّ هذا الثَرى
|
+++
|
واغْنَمْ من الحاضر أمْنَ اليقين
|
لا توحِشِ النَفْسَ بخوف الظُنون
|
غداً، وماضٍ من أُلوفِ السِنين
|
فقد تَساوى في الثَرى راحلٌ
|
+++
|
فإنما الأيام مِثل السَحاب
|
أطفئ لَظى القلبِ بشَهْدِ الرِضاب
|
حَظَكَ منه قبل فَوتِ الشباب
|
وعَيْشُنا طَيفُ خيالٍ فَنَلْ
|
+++
|
وحِرتُ فيه بين شتى الفِكر
|
لبست ثوب العيش لم اُسْتَشَرْ
|
أُدْرِكْ لماذا جِئْتُ أين المفر
|
وسوف انضو الثوب عني ولم
|
+++
|
وتطلبُ النفسُ حِمى طاعتك
|
يا من يِحارُ الفَهمُ في قُدرَتِك
|
صَحَوْتُ بالآمال في رَحمَتِك
|
أسْكَرَني الإثم ولكنني
|
+++
|
فإنني أطمَعُ في رَحْمَتِك
|
إن لم أَكُنْ أَخلصتُ في طاعتِك
|
قد عِشْتُ لا أُشرِكُ في وَحْدَتِك
|
وإنما يَشْفعُ لي أنني
|
+++
|
وكل ما في الكونِ من صَنْعَتِك
|
تُخفي عن الناس سنا طَلعتِك
|
ترى بَديعَ الصُنْعِ في آيَتِك
|
فأنت مَجْلاهُ وأنت الذي
|
+++
|
ففي مَداهُ مُنْتَهى أَمرِها
|
إن تُفْصَلُ القَطرةُ من بَحْرِها
|
مَسافةُ البُعْدِ على قَدرِها
|
تَقارَبَتْ يا رَبُ ما بيننا
|
+++
|
وكاشِفَ الضُرِّ عن البائسين
|
يا عالمَ الأسرار عِلمَ اليَقين
|
ظِلِّكَ فاقْبَلْ تَوبَةَ التائبين
|
يا قابل الأعذار عُدْنا إلى
|
+++
|
|