قُولي
لَها إنْ ساءَلَتْ عني
شَطَّ المَزارُ ولا سَفينُ ولا قُلوعُ
قُولي لها إن ساءَلَتْ عَني
قَلْبٌ يُكَفِكِف دَمْعَةًَ
تحت الضُّلوعِ
جَسَدٌ نَحيلٌ شَفَّهُ طولُ العناء
عَيْنٌ تُوَدِّعُ نورها قبل اللقاءِ
عَيْشٌ أَشَقُ من المَنيَّةِ
لا حياةَ ولا فَناء
لا شيءَ فيهِ سوى الدُّموع
وسِوى اِنتظارِ الريحِ تأذَنُ للمهاجرِ بالرجوع
أنفقتُ عُمري باِنتظارِ لِقائها
وزَرَعْتُ أزهاراَ جميلة
إذ كُنْتُ أحْلُمُ أن تَكون هديةًَ
أمحو بها أحزانَ دمعتها الثَقيلَة
...لَكنها ذَبُلَتْ
ذَبُلَتْ زُهورُ الحُلْمِ قبل لقائها
سَقَطَتْ نُجومُ الوَعْدِ من عَلْيائها
وبَقيتُ وحدي دونَ خِلٍّ أو رفيق
الشوقُ يَعْتَصِرُ الفؤادَ فَتَنْحَني نَفسي الكئيبة
والحُزنُ يحتَضِنُ الدُموعَ فَيَهْطُلانِ أسىً
بِصحرائي الجَديبة
أأظَلُّ أنْتَظِرُ الرياح
أأظَلُ أَحْلُمُ بالقُلوعِ
ما ذَنْبُهُ المِسكينُ قَلْبي
أُطْفِئتْ فيهِ الشُموع
قولي لها إنِّي سأَرْجع دون ريبْ
آتٍ وآتٍ لا مَحالة
آتَ لأَقْطِفَ مِنْ رِياضِ الخدِّ زَهْرَة
آتٍ لأسْرُقَ من جَمالِ العَيْنِ نَظرَة
آتٍ لأنْسِجَ من جَدائلها الحيارى
مَنْزِلاَ آوي إلَيهِ مَعَ المَساء
قولي لها أَزِفَ اللقاء
أَزِفَ اللِقاءُ فَشَيِّعي زَمَنَ الدُّموع