داء المُقَوَّسَات (toxoplasmose) والحمل

 

دكتور علي عبارة

إختصاصي في النسائية والتوليد ـ  فرنسا * باريس

 

 

٤- تشخيص الإنتان الجنيني بداء المقوسات

 

٤-١- التشخيص بالأمواج مافوق الصوتية

العلامات الصدوية تشاهد في

                         ٦٥ ٪  من الإنتانات الجنينية الحاصلة في الثلث الأول من الحمل ؛

                        ٢٠ ٪  من الإنتانات الجنينية الحاصلة في الثلث الثاني من الحمل .

هذه العلامات هي :

١- إستسقاء الرأس : غالباً ثنائي الجانب ومتناظر، لكن أحياناً وحيد الجانب،  يبدأ بالقرون الخلفية للبطينات الجانبية ؛ يزداد خطورةً  بسرعةٍ كبيرةٍ لدرجة أنه يمكن ملاحظة إستياء الإصابة بين فحصين صدويين متتاليين بفاصلة عدة أيامٍ ؛ علی ما يبدو أنه ناجمٌ عن إنسداد قناة سلفيوس الواصلة بين البطين الثالث والبطين الرابع بسبب وجود خراجات مقوسية قندية نخرية داخل دماغية غالباً متعددة وضاغطة ؛

٢- صغر الجمجمة الناجم عن صغر الدماغ التالي للنخر المتعدد المصوري القوسي للمادة الدماغية ؛

٣-  التكلسات داخل الدماغية و داخل الكبدية التي تنجم عن تندب الخراجات المقوسية القندية ؛ تشخيصها ليس سهلاً إلا إذا كانت متوضعة في المناطق ما حول البطينات الدماغية ؛

٤- صغر العين ؛

٥- تسمك المشيمة : وهي علامةٌ كثيرة المصادفة تنجم عن إلتهاب المشيمة المقوسي  القندي إذ أنه في هذه الحالات تتسمك المشيمة بشكلٍ مفرضٍ لكنها تحافظ علی كثافتها الصدوية المعهودة ؛

٦- ضخامة الكبد الجنيني : تشاهد تقريباً في كل الحالات وتنجم عن إلتهاب الكبد المقوسي القندي، تتظاهر بالتصوير الصدوي بزيادة أبعاد البطن الجنيني  )القطر البطني المعترض و المحيط البطني)  وفي بعض الحالات النادرة يمكن أن يُلاحظ وجود إنحراف للوريد السري نحو اليسار وهو ناجمٌ عن ضخامةٍ كبدية متمركزة في الفص الكبدي الأيمن ؛

٧- حبن ascite جنيني : نسبياً كثير المصادفة وهو ناجمٌ عن إلتهابٍ مصليٍ متعددٍ مقوسي قندي.  كمية الحبن غالباً معتدلة ويميل للتراجع عفوياً. في بعض الحالات النادرة شُوهدت إنصبابات  جنبية وإنصبابات تأمورية ؛

٨- تأخرٌ في النمو الجنيني

 

٤-٢- التشخيص المخبري الجنيني :

يكون ببزل السائل الأمنيوسي  والبحث فيه عن الطفيلي بالطرق المخبرية التالية :

_ طريقة الـ PCR (polymerase chain reaction) وهي قادرةٌ علی إعطاء النتيجة بـعد ٢٤ إلی ٤٨ ساعة )النوعية spécificité ١٠٠ ٪ والحساسية sensibilité ٩٧( ٪ ؛

_ تطعيم الفأرة بالسائل الأمنيوسي : النتيجة تتطلب ٦ أسابيع )النوعية١٠٠ ٪  والحساسية ٦٤ ٪ وعندما يستعمل دم الجنين في التطعيم ترتفع لـ ٧٢( ٪

_ الزرع الخلوي )بإستعمال الخلايا المولدة لليف ( : تعطي النتيجة بعد ٤ أيام ٍ )النوعية١٠٠ ٪ والحساسية ٦٤( ٪

 

من الشروط الضرورية للبحث عن الطفيلي في السائل الأمنيوسي أن يُجری البزل :

_ إعتباراً من الأسبوع الـ ١٨ لإنقطاع الطمث ؛

_ علی الأقل بعد أربعة أسابيع علی بدء الإنتان )الذي يتم تحديده بفضل الفحوص المصلية الدموية(

وجود الطفيلي في السائل الأمنيوسي يشير إلی عبوره للحاجز المشيمي وإلی عضوية الجنين لكن  هذه الإيجابية لاتكفي علی حالٍ من الأحوال للحكم علی درجة خطورة الإصابة الجنينية وعند الوليد.

الـ PCR  : تأتي أهميته في أنه إعتباراً من طفيليٍ واحدٍ في العينة المدروسة للسائل الأمنيوسي يمكن الحصول علی  مليار نسخة من جزءٍ من الرصيد المورثي للطفيلي وذلك بعد ٣٠ دورة تضخيمية مخبرية.

قيمته التشخيصية في داء المقوسات عند الجنين لم تدرس إلا في الحمول التي يتجاوز سن الحمل فيها الـ ١٨ أسبوعاً من غياب الطمث ولذلك فإن الإعتماد علی هذا الفحص قبل هذا السن من الحمل يمكن أن يكون مصدراً لنتائج غير مضمونة، كما أن إحترام مهلة أربع أسابيع بعد الإنقلاب المصلي للإيجابية يبدو ضرورياً وذلك للإنقاص من خطر النتائج السلبية الكاذبة

في السابق كان التشخيص يعتمد علی إجراء بزل الحبل السري والبحث في دم الجنين عن العلامات الإرتكاسية للإنتان (نقص الصفيحات ؛ إرتفاع عدد الكريات البيض والكريات المحبة للحامض ؛        إرتفاع عيار الخمائر الكبدية والـ  LDH  و الـ gamma GT و وجود الـ IgM النوعي)  ثم الزرع الخلوي وتطعيم الفأر للبحث عن الطفيلي لكنه تبين أن من عيوب هذه الطريقة هوأن :

            ـ نسبة السلبية الكاذبة العالية )من ١٠ إلی ١٥ ٪( ؛

            ـ مخاطر البزل السري علی الحمل )الإسقاط،  موت محصول الحمل و تألم الجنين(

            ـ المهلة الطويلة للحصول علی النتائج النهائية.