جاءت تسأل
+++
حســنـاءُ مِـنْ أرضِ الشــأم تـُذْهـلُُُ جـاءت بـلاد الـرون عــنـا تســـألُُ  
السِّحـْرُ في عـيـنـيـكِ خـمـرٌ يُسكِـرُ أهـلاً بـكِ يـا مـَنْ وطـأتِ دارنـاًُ  
هَـيـْفـاءُ لا أحـلى و لا أجـمـلُ مَـيـَّاســَـة ُالــقــدِ و في الـجـيـدِ وَدَع ْ ُ  
الكـوثـرُ في وجهـكم لا يُـقـفـلُُُ قـالـتْ لـنا طـوبى لـَكُـمْ مَـنْ مِـثـْلـَكمَُْ  
هـل كانَ في الحسبانِ هذا الـعـملُُُ بـِنــْتـُمْ عَـنِ الأوطـان يـا أحـبـابــنـاُُ  
أخـبارنا فيها العسلْ و الحنظـلُُُُ سـيـدتـي أهـلاً بـكِ لـو تــدركـيُ  
كان الشـبابُ بالـعـنـاءِ حـافـلُ ُُ لا غـركِ هــذا الـغـنـى و مـا بـنـاَُ  
طـيـرٌ هـوى في مـركـبٍ يشـتـعـلُُُ لـو تـدري يـا لـمـيـا بـمـا حـَلٌ بــنـا  
كـذبٌ و مـِنْ قاعِ الـمحـيـط يـنهـلُُُُ قالوا هـنا الـفـردوس في اسـفارهـمُ  
نضطـر في أقصى المشافي نعملُُُ قـد عـضنا الـفـقـر وأدمى الـمُـقـلةَُُ  
حـيـرانُ لا أدري و أيـنَ أعْـمَـلُُ كم مـن لـيـالٍ أتـرعـتـنـا بـالأذىُ  
حـتى مـزاجَ الحـاقـديـن نـسايـرُُ حـلٌ الأسـى و الـعـنـفـوانُ قـَدْ بـكـىُُ  
قـالـتْ لـماذا بـالسـرابِ تـوغـلُُِ كَـمْ مـرةٍ ثـارتْ بـوجهـي زوجـتيُْ  
لـو كـنـت أدري مـا أرى لا أقـبـلُُُ جـاوبـتها و الـدَّمْعُ يـروي مـقـلـتـيُ  
فـخُ الأذى فـي دربـكَ يـنـتـظـرُُُُ يا مـنْ آتـى أرضَ فـرنسـا دارسـاً  
شـرقـاً و غـربـاً في البـلاد تـغـزلُُُ فأنـتَ كالـمكـوكِ في كـفِّ الـقَـدَرُُْ  
قـالـتْ بـان الـهـجر داءً يـقـتـلُُ أمي الـتي لا تـقـرأ أو تـكـتـبُُ  
يـومـاً بـهِ تـحـلـو الـحـياةُ و تسـهـلُ منْ آمتطى سرج النوى لا لـن يـرى  
و فـي الـقـلوبِ كـأبـةٌ لا تـذبــلُ الـمال يعـطـيـكَ مـفـاتـيـح الـظَـفـر  
إلا شــَعــَرْتُ بـالحـنـيـن يـُهَـرْولُ ما أشـرقَ الصبـحُ و لا هـلَّ الـدجى  
يـنـتـابـني عـنـد الـمغـيـبِ الـمـللُ مهـما حـصدتُ مِـن ْنجـاحٍ وغـنـى  
تـحـت لـواءِ الـغــيــرِ وهـو بـاطـلُ يا حسـرتي كيـف الشـباب آنقـضى  
حـب الـوطن في قـلـبـنـا مـتـأصلُ مهـما أُتـيـنا في النـوى مـن مـتعـةٍ  
في القلـب في الوجـدان أنتَ الأفضلُ يـا مـوطـني يا قـبـلـتي يا مـرجعي  
لكـنـكَ قـاع الـفـؤادِ ثـشــغــلُ إنـي هـنـا أغـشى العـُلى أسـتـمـتعُ  
عـنـكَ و عـَنْ مَـنْ فـيـكَ فهـو جاهـلُ يـا مـوطـني مـن قـال إني راغـبٌ  
لكن خوفي أن يضيـعَ الأمـلُ أسـعـى الى مـدِّ الـجسـورِ دائـمـاً  
فالقلبُ فـيكِ يا دمشـقُ ماثـلُ إنْ كان جسمي في فـرنسـا قـابـعٌ  
خـيرتها فـوراً اليـكَ تـَرْحَـلُ جولان يا مهـدَ الصبى روحي إذا  
ما دُمْـتُ حـياً قـلبـي دوماً تشـغـلُ إني وفي حضرالعلى أهوى الورى  
أحـيي لـيالي الأنسِ حـتى أثـمـلُ لا تـرقـدي يا شـام ُ إني عـائـدٌ  
     
 

Poésie arabe (الشعر العربي)
Page créée par Dr Aly Abbara
Mesurez votre audience

aly-abbara.com
avicenne.info
mille-et-une-nuits.com
Paris / France