حســنـاءُ مِـنْ أرضِ الشــأم تـُذْهـلُُُ |
جـاءت بـلاد الـرون عــنـا تســـألُُ |
|
السِّحـْرُ في عـيـنـيـكِ خـمـرٌ يُسكِـرُ |
أهـلاً بـكِ يـا مـَنْ وطـأتِ دارنـاًُ |
|
هَـيـْفـاءُ لا أحـلى و لا أجـمـلُ |
مَـيـَّاســَـة ُالــقــدِ و في الـجـيـدِ وَدَع ْ ُ |
|
الكـوثـرُ في وجهـكم لا يُـقـفـلُُُ |
قـالـتْ لـنا طـوبى لـَكُـمْ مَـنْ مِـثـْلـَكمَُْ |
|
هـل كانَ في الحسبانِ هذا الـعـملُُُ |
بـِنــْتـُمْ عَـنِ الأوطـان يـا أحـبـابــنـاُُ |
|
أخـبارنا فيها العسلْ و الحنظـلُُُُ |
سـيـدتـي أهـلاً بـكِ لـو تــدركـيُ |
|
كان الشـبابُ بالـعـنـاءِ حـافـلُ
ُُ |
لا غـركِ هــذا الـغـنـى و مـا بـنـاَُ |
|
طـيـرٌ هـوى في مـركـبٍ يشـتـعـلُُُ |
لـو تـدري يـا لـمـيـا بـمـا حـَلٌ بــنـا |
|
كـذبٌ و مـِنْ قاعِ الـمحـيـط يـنهـلُُُُ |
قالوا هـنا الـفـردوس في اسـفارهـمُ |
|
نضطـر في أقصى المشافي نعملُُُ |
قـد عـضنا الـفـقـر وأدمى الـمُـقـلةَُُ |
|
حـيـرانُ لا أدري و أيـنَ أعْـمَـلُُ |
كم مـن لـيـالٍ أتـرعـتـنـا بـالأذىُ |
|
حـتى مـزاجَ الحـاقـديـن نـسايـرُُ |
حـلٌ الأسـى و الـعـنـفـوانُ قـَدْ بـكـىُُ |
|
قـالـتْ لـماذا بـالسـرابِ تـوغـلُُِ |
كَـمْ مـرةٍ ثـارتْ بـوجهـي زوجـتيُْ |
|
لـو كـنـت أدري مـا أرى لا أقـبـلُُُ |
جـاوبـتها و الـدَّمْعُ يـروي مـقـلـتـيُ |
|
فـخُ الأذى فـي دربـكَ يـنـتـظـرُُُُ |
يا مـنْ آتـى أرضَ فـرنسـا دارسـاً |
|
شـرقـاً و غـربـاً في البـلاد تـغـزلُُُ |
فأنـتَ كالـمكـوكِ في كـفِّ الـقَـدَرُُْ |
|
قـالـتْ بـان الـهـجر داءً يـقـتـلُُ |
أمي الـتي لا تـقـرأ أو تـكـتـبُُ |
|
يـومـاً بـهِ تـحـلـو الـحـياةُ و تسـهـلُ |
منْ آمتطى سرج النوى لا لـن يـرى |
|
و فـي الـقـلوبِ كـأبـةٌ لا تـذبــلُ |
الـمال يعـطـيـكَ مـفـاتـيـح الـظَـفـر |
|
إلا شــَعــَرْتُ بـالحـنـيـن يـُهَـرْولُ |
ما أشـرقَ الصبـحُ و لا هـلَّ الـدجى |
|
يـنـتـابـني عـنـد الـمغـيـبِ الـمـللُ |
مهـما حـصدتُ مِـن ْنجـاحٍ وغـنـى |
|
تـحـت لـواءِ الـغــيــرِ وهـو بـاطـلُ |
يا حسـرتي كيـف الشـباب آنقـضى |
|
حـب الـوطن في قـلـبـنـا مـتـأصلُ |
مهـما أُتـيـنا في النـوى مـن مـتعـةٍ |
|
في القلـب في الوجـدان أنتَ الأفضلُ |
يـا مـوطـني يا قـبـلـتي يا مـرجعي |
|
لكـنـكَ قـاع الـفـؤادِ ثـشــغــلُ |
إنـي هـنـا أغـشى العـُلى أسـتـمـتعُ |
|
عـنـكَ و عـَنْ مَـنْ فـيـكَ فهـو جاهـلُ |
يـا مـوطـني مـن قـال إني راغـبٌ |
|
لكن خوفي أن يضيـعَ الأمـلُ |
أسـعـى الى مـدِّ الـجسـورِ دائـمـاً |
|
فالقلبُ فـيكِ يا دمشـقُ ماثـلُ |
إنْ كان جسمي في فـرنسـا قـابـعٌ |
|
خـيرتها فـوراً اليـكَ تـَرْحَـلُ |
جولان يا مهـدَ الصبى روحي إذا |
|
ما دُمْـتُ حـياً قـلبـي دوماً تشـغـلُ |
إني وفي حضرالعلى أهوى الورى |
|
أحـيي لـيالي الأنسِ حـتى أثـمـلُ |
لا تـرقـدي يا شـام ُ إني عـائـدٌ |
|
|
|
|