عِيدُ اليَتيم
شعر الدكتور حسان عكله
+++

وأَقْبَلَ العيد الجَديد
بعدَ اِنتِظارٍ دامَ عام
ولقد تَراءى مِنْ بَعيدْ
في أعْيُنِ الأيتامِ كالموت الزُؤام
فالعيدُ والأفراحُ إنْ لاحَتْ لأعيُنهِم حَرامْ
العيدُ حَكْرٌ للذي يلقاهُ بالأيدِ النَديَّة
ولِمَنْ يُقيمُ مَوائدَ العيد الشَهيَّة
جَلَسَ اليتيمُ به فَجْراً على طَرَفِ الطريقْ
والرِّيحُ تَعبَثُ بالذي غَطَّاهُ مِنْ لِبْسٍِ عَتيقْ
وَتَهاوتْ الأفكارُ تَهْمُسُ حَولهُ : اليومُ عيد
لَمْ تَكْتَحِل عَيْناكَ كالأطفالِ بِاللُبْسِ الجَديدْ
لَمْ تَحْظَ كالأترابِ بِالعَيْشِ الرَغيدْ
وتَساقَطَ الدَّمعُ الغَضيرْ
مِنْ مُقْلَةٍ حَيْرى كَمِثْلِ نَدى الزُّهورْ
شيءٌ يَِرُِقُّ لهُ الضَميرْ
وتَساءَل الطِفلُ الغَريرْ
هَلْ كانَ عَدْلاً أَنْ يَكونَ العيدُ لي ذلاً جَديدْ
أنْفَقْتُ عاماً أو يَزيد
أَتَرَقَبُ العيدَ الجديد
وَأعُدُّ أياماً كأعوامٍ تَمُرُّ فلا تَسيرْ
إلا كما يمشي الأسيرْ
مُتَعَثِّرَ الخُطواتِ يَحْلُمُ بالرجوعِ إلى الوراء
ثُمَّ اِشْرَأبَّ الطفلُ يَرْنو للشَفَقْ
حتَّى تَراءى في الأُفُقْ
يَومٌ جَديد
يَومٌ كأيامٍ مَضَتْ إذ لا جَديدْ
فَعَليهِ أنْ يَنْسى بأنَّ اليَومَ عيدْ

+++

 

Poésie arabe (الشعر العربي)
Page créée par Dr Aly Abbara

aly-abbara.com
avicenne.info
mille-et-une-nuits.com
Paris / France